توصل علماء إلى أن أحد أنواع البكتيريا التي تسبب إسهالا حادا يمكن الاستفادة منه لحماية الجسم من سرطان الأمعاء.
ويعتقد هؤلاء العلماء أنه يمكن الاستفادة من بكتريا "إي كولاي" للحماية من سرطان القولون والمستقيم الذي يعد أحد أهم أسباب الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان في الدول الصناعية المتطورة التي تنخفض فيها نسبة الإصابة بالـ "إي كولاي" مقارنة بدول العالم النامية.
وبناء على ذلك قرر الباحثون معرفة ما إذا كان هذا النوع من البكتريا يساعد في صورة ما على الحماية من تطور السرطان.
وركز العلماء على تأثير سم بعينه تنتجه هذه البكتريا على الخلايا السرطانية في القولون.
ووجدوا أنه بإضافة هذا السم إلى الخلايا السرطانية المزروعة في المختبر يتباطأ معدل انقسامها تباطأ كبيرا.
وتمتاز خلايا السرطان بسرعة انقسامها ولا يتوقف هذا الانقسام كما هو الحال في الخلايا الطبيعية عندما تنتهي فترة حياتها.
وأظهرت الاختبارات إن مفعول سم البكتيريا يشبه مفعول مادتين كيماويتين هما "غوانيلين" و"يوروغوانيلين" التي تتحكم بانقسام خلايا القولون والمستقيم.
وبينت أن الخلايا التي تتعرض للسم لها دورة حياة أطول وبالتالي تنقسم بمعدل أبطأ مقارنة بالخلايا التي لم تتعرض للسم.
ويقول الباحثون وهم من جامعة توماس جفرسون ومايو كلينك في الولايات المتحدة إنهم يأملون بأن تمكنهم النتائج التي توصلوا إليها من تطوير علاج لسرطان القولون والمستقيم باستثمار فكرة إبطاء انقسام الخلايا.
وظيفة مهمة
ويقول البروفسور عماد العمر، الخبير في سرطان القولون في جامعة أبردين البريطانية، إن البكتريا في القولون تؤدي العديد من الوظائف المهمة.
ويضيف أن هناك أدلة على أن البكتريا تتحكم في العديد من الوظائف الفسيولوجية ذات الأهمية في ما يتعلق بالصحة والمرض.
وقال إن فكرة السم الذي تنتجه البكتريا يؤدي إلى تثبيط نمو سرطان القولون فكرة مثيرة وتنطوي على أهمية في ما يتعلق باحتمال الكشف عن آلية جديدة للمرض وبالتالي احتمال التوصل إلى علاج