والمستخدم لهذا الجهاز لا يرى صورا، ولكنه يرى ومضات ضوئية، قد يصل عددها إلى مئة، تظهر وتختفي مع تغير مجال الرؤية ،وتقوم هذه الومضات بتحديد أطراف الأجسام المواجهة له، حيث يرى ما يمكن تشبيهه بضوء النجوم الذي تحجبه سحابة مارة ثم يعود ليظهر من جديد ،ويؤكد الخبراء أن الجهاز ما هو إلا أداة لمعاونة فاقدي البصر على الحركة، ولا يمكن مقارنته بقدرة الإبصار العادية
ولكن التجربة أثبتت أنه بوسع فاقدي البصر القيام بأعمال معقدة اعتمادا على قدر ضئيل من المعلومات البصرية التي يوفرها لهم الجهاز ،وفكرة عمل الجهاز تقوم على الاستعانة بكاميرا تلفزيونية صغيرة وجهاز لتحديد المسافات يعمل بالموجات فوق الصوتية مثبتان على إحدى عدسات نظارة يرتديها الضرير
وترسل الكاميرا وجهاز تحديد المسافة إشارات إلى كمبيوتر محمول يزن نحو خمسة كيلوجرامات، يقوم بدوره بإرسال إشارات كهربية عبر ضفيرة من الأسلاك ذات ستة وثمانين طرفا تزرع نهاياتها داخل المخ ، ويتم توصيل تلك الأطراف الكهربية بمركز الإبصار في المخ الذي يلتقط إشاراتها ويترجمها إلى الومضات التي يراها الضرير
وخلال التجارب التي أجريت تمكن جيري من التعرف على حروف أبجدية طولها خمسة سنتيمترات من على بعد مئة وخمسين سنتيمترا ،ويشمل مجال الرؤية الذي يتيحه الجهاز ما يمكن مشاهدته من خلال فتحة طولها عشرون سنتيمترا وعرضها خمسة سنتيمترات تبعد عن العين بنحو ثمانين سنتيمترا
وعلى الرغم من ضيق مجال الرؤية إلا أن جيري تمكن من السير في أماكن غير مألوفة بالنسبة إليه، حيث استطاع، دون مساعدة، دخول إحدى محطات مترو الأنفاق بمدينة نيويورك والوصول إلى القطار
كما أنه بدأ في استخدام جهاز كمبيوتر شخصي بعد استبدال الكاميرا المثبتة في النظارة بجهاز إلكتروني خاص ،ويذكر أن عمليات زرع الأطراف الكهربائية داخل المخ لتوصيل معلومات بصرية بدأت منذ اثنين وعشرين عاما ولكن الكمبيوتر المستخدم آنذاك لتوصيل الإشارات إلى المخ كان كبير الحجم ومحدود الكفاءة
ويعكف العلماء الآن على تطوير قدرات جهاز الكمبيوتر المحمول كي يمد المستخدم بقدرة أكبر على تحديد المسافات، حيث لوحظ خلال التجربة أن جيري كان مضطرا للسير بحذر فاردا ذراعيه للأمام كي يتجنب الاصطدام بما أمامه ،،ومن المتوقع أن يبدأ تسويق هذا الجهاز خارج الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام الحالي
(((عن bbc 00/01/17)))